من ذلك أيضاً: أن الشريعة حرمت سفر المرأة بغير محرم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، فقام رجل فقال: يا رسول الله! إن امرأتي خرجت حاجّة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا.
قال: انطلق فحج مع امرأتك) فأمره أن يترك الجهاد حتى يحج مع امرأته ولا يدعها تسافر بدون محرم.
يقول الإمام النووي: المرأة مظنة الطمع فيها، ومظنة الشهوة ولو كبيرة، وقد قالوا: لكل ساقطة لاقطة، ويجتمع في الأسفار من سفهاء الناس وسقطهم من لا يترفع عن الفاحشة بالعجوز وغيرها لغلبة شهوته، وقلة دينه ومروءته وحيائه.
فالذين يتهاونون بالخلوة والاختلاط ويقولون: إن بناتنا أو أبناءنا تربوا على الفضيلة ورعاية الخلق إلى آخر هذا الكلام، هؤلاء تماماً مثل قوم وضعوا كمية من البارود بجانب نار متوقدة، ثم ادعوا أن الانفجار لن يقع، لأنه مكتوب على البارود تحذير من الاشتعال والاحتراق، فهل يغني هذا التحذير شيئاً؟ فهذا خيال ومغالطة للواقع.