أما ما وقع في غير زمن النبي صلى الله عليه وسلم من علامات تدل على سوء الخاتمة فهي كثيرة، فبعضهم يظهر عليه ذلك عند اشتداد المرض، فيظهر عليه التسخط والاعتراض على قضاء الله والعياذ بالله.
ومنهم من يظهر عليه عند احتضاره بحيث يتلفظ بكلام يغضب الله تعالى أو يحال بينه وبين كلمة التوحيد، وربما يظهر بعض ذلك عند تغسيله كالتغير في اللون ونحو ذلك.
ومنهم من تظهر هذه العلامات عند إنزاله ودخوله في القبر، والبعض الآخر بعد دفنه في القبر، كما حصل لهذا المنبوذ الذي نبذته الأرض، فأبت أن يستقر فيها، نعوذ بالله من ذلك كله.
يقول الشيخ: حدثني أبو عبد الرحمن اليماني -رجل صالح أحسبه كذلك والله حسيبه- وهو جار لي، أنه لقن رجلاً ساعة الاحتضار شهادة أن لا إله إلا الله، فكان الرجل يحرك رأسه يميناً وشمالاً وهو لا يتكلم وكأنه يقول لي: لا، لن أقولها! يقول: وحدث ذلك لي مرتين.
قال ابن أبي الدنيا رضي الله عنه: حدثنا ابن أحمد الفقيه قال: نزل الموت برجل كان عندنا فقيل له: استغفر الله.
فقال: ما أريد.
فقيل له: قل: لا إله إلا الله.
فقال: ما أقول؟ ثم مات.
يقول: وسمعت أن رجلاً كان كثير الصوم والتعبد اشتد به الألم فافتتن، فسمعته يقول: لقد قلبني في أنواع البلاء، فلو أعطاني الفردوس ما وفى بما يجري علي، ثم صار يقول: وأي شيء في هذا الابتلاء من المعنى؟! إن كان موتاً فيجوز، أما هذا التعذيب فأي شيء المقصود به؟! والعياذ بالله.
وسمعت شخصاً آخر يقول وقد اشتد به الألم -وأنا أستغفر الله من نقله-: ربي يظلمني! وهذه حالة من لم ينعم الله عليه بالتوفيق والثبات.
وقال القرطبي رحمه الله تعالى: ولقد رأيت بعض الحساب وهو في غاية المرض يعقد بأصابعه ويحسب!