قال:(الموضع السابع: أن يظهر من السؤال معارضة الكتاب والسنة بالرأي).
هذا من المواضع المذمومة، أن يكون واضحاً من صيغة السؤال أنه يريد أن يعارض القرآن والسنة بعقله وبرأيه وبهواه، ولذلك قال سعيد رضي الله تعالى عنه لما سأله رجل سؤالاً من مثل هذه الأسئلة فقال له:(أعراقي أنت؟!).
لأن العراق اشتهرت بأنها منبع الفتن في كل زمان، أو: أأنت من الخوارج أو من المبتدعين الذين هم بالعراق؟ وقيل لـ مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه: الرجل يكون عالماً بالسنة، أيجادل عنها؟ قال:(لا.
ولكن يخبر بالسنة فإن قبلت منه وإلا سكت) فمع أنه مع الحق لكنه لا يماري ولا يجادل، وهذه أيضاً من الأخلاق المذمومة، فالجدل والمماراة والملاحاة من الأخلاق الذميمة عند السلف، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً) والمراء: الجدال.
يعني: حتى لو كنت محقاً فالأفضل أن تترك هذا الذي يريد الجدال وتسكت عنه، ويبشرك الرسول عليه الصلاة والسلام ببيت في ربض الجنة وبأنه ضامن لك بما قال، ولا تقل: أخشى أن أكون قد كتمت العلم.
ولكن متى ما بدا لك أن هذا الشخص مجادل تصدق عليه بالسكوت حتى لو كان معك الحق؛ لأنه بجداله حرم نفسه من وصول الحق إليه.
فمتى بدا لك أن الشخص الذي يحادثك يريد الجدل والمماراة فإنك تثاب إذا سكت عنه حتى لو كان معك الحق، وهذه أخلاق السلف، وهذا هو خلق الإسلام.