[اختيار الطحاوي وابن القيم أن اسم الله الأعظم هو لفظ الجلالة]
اختار القول بأن الاسم الأعظم لله سبحانه وتعالى هو (الله) الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى، وكذا العلامة المحقق ابن القيم رحمه الله تعالى، رجح هذان العالمان الجليلان أن الاسم الأعظم هو لفظ (الله)، فقال ابن القيم بعد أن بين لوازم أسماء الله الحسنى: فاسم الله دال على جميع الأسماء الحسنى، والصفات العليا، بالدلالات الثلاث أي: بدلالة التضمن والمطابقة والالتزام، فإنه دال على إلهيته المتضمنة لثبوت صفات الإلهية، مع نفي أضدادها عنه، والصفات الإلهية هي صفات الكمال المنزهة عن التشبيه والمثال، وعن العيوب والنقائص، ولهذا يضيف الله سبحانه وتعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم، كقوله تعالى:{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}[الأعراف:١٨٠]، ولم يقل مثلاً: للعظيم الأسماء الحسنى، ولم يقل: للرحيم أو للجبار الأسماء الحسنى، وإنما الأسماء الحسنى تضاف إلى الأصل والأساس الذي هو اسم الله، ولذلك قال:{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}[الأعراف:١٨٠]، ويقال: الرحمن، الرحيم، القدوس، والسلام، العزيز، الحكيم من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحيم، ولا من أسماء العزيز ونحو ذلك، فعلم أن اسمه تعالى (الله) مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى، ودال عليها بالإجمال يعني: من دعا الله باسمه الأعظم الذي هو (الله) فكأنه دعا بجميع الأسماء الحسنى، والصفات العليا.
فعلم أن اسم (الله) مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى، ودال عليها بالإجمال، والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي اشتق منها اسم (الله) أي: أن سائر الأسماء الحسنى سوى اسم الله هي شرح وبيان وتفصيل لما تتضمنه لفظة (الله) عز وجل.
واسم (الله) دال على كونه مألوهاً معبوداً تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً وفزعاً إليه في الحوائج والنوائب؛ وذلك مستلزم لكمال ربوبيته ورحمته، المتضمن لكمال الملك والحمد، وإلاهيته وربوبيته ورحمانيته وملكه مستلزم لجميع صفات كماله، إذ يستحيل ثبوت ذلك لمن ليس بحي ولا سميع ولا بصير ولا قادر ولا متكلم، ولا فعال لما يريد، ولا حكيم في أفعاله.
وصفات الجلال والجمال أخص باسم الله سبحانه وتعالى، أما صفات الفعل والقدرة، والتفرد بالنفع والضر والعطاء والمنع، ونفوذ المشيئة، وكمال القوة، وتدبير أمر الخليقة، فأخص باسم الرب سبحانه.