لقد فقدت المرأة التي كان يلوح لها أنصارها بسعادة التحرر والتطور وجودها كامرأة، ولو قبضت على دينها لقبض الله عنها السوء وبسط لها الحلال، ولكنها ابتذلت وأهينت على يد أصدقائها وأنصارها وكانوا هم أول من زهد فيها.
لقد انحسرت المرأة وغادرت حجابها وغادرت حصنها وعصت ربها، فماذا جنينا؟! لقد خالطت الرجال واختلط الحابل بالنابل، فهل زالت العقد النفسية؟ وهل استقر ما في دواخلهما؟ وهل جنينا سوى الثمار المريرة! ولن نطيل في وصف الهاوية التي تردت إليها المرأة المتحررة بفضل أنصارها وأصدقائها الكذابين؛ لأن الواقع حولنا يكفينا مؤنة هذه الإطالة، إنه واقع مرير نستطيع أن ندرك عواقبه وآثاره في كل مكان وفي كل بيت وفي كل طريق وفي كل وظيفة، ولو كنا نقول هذا توقعاً للمستقبل، أو قلناه قبل قرن مضى لاتُهمنا بالتحامل والمبالغة، لكنه واقع أليم تخبرك عنه هذه المرأة الضحية وهؤلاء الأنصار والأصدقاء إن صدقوا.