[منثورات شعرية وحكم دينية]
نعود لبعض الفوائد الأخرى: يقول بعض الشعراء: يا صاحب البغي إن البغي مصرعة يعني: مهلكة يا صاحب البغي إن البغي مصرعة فاعدل فخير فعال المرء أعدله فلو بغى جبل يوماً على جبل لاندك منه أعاليه وأسفله وهذه فائدة عن الغيرة: يقول بعض العلماء: العاقل يغار في المواضع التي شرعها الله ولا يتعداها، وكل غيرة خارجة عن حد الشرع فهي هوى.
وقال خالد بن نزار: سمعت مالكاً يقول لفتى من قريش: تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم، وأوصى بعض السلف ولده فقال: يا بني اجعل علمك ملحاً وأدبك دقيقاً.
وعن أبي الحسن عمران بن نمران: أن أبا عبيدة كان يسير في العسكر فيقول: ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، بادلوا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات.
وقال ثابت البناني: قال أبو عبيدة: يا أيها الناس! إني امرؤ من قريش، وما منكم من أحمر ولا أسود يفضلني بتقوى إلا وددت أني في مسلاخه، يعني: أن أكون أنا الذي في جلده أو في ثيابه.
وقال سفيان الثوري: كان يقال: إذا عرفت نفسك لم يضرك ما قيل فيك.
يقول الشاعر: إن إلهي لغني حميد في كل يوم منه رزق جديد الحمد الله الذي لم يزل يفعل بي أكثر مما أريد هذا أبو عبيدة بن الجراح يقول: وددت أني كنت كبشاً فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي.
وذلك خوفاً من حساب الله سبحانه وتعالى.
وقال عمران بن حصين رضي الله عنهما: وددت أني رماد تسفيني الريح.
وقال عمر بن ذر: كل حزن يبلى إلا حزن التائب عن ذنوبه.
ويقول بعض السلف: سلاح اللئام قبيح الكلام.
ويقول آخر: مواعيد الأحبة وإن اختلفت فهي تؤنس، يعني: حتى لو أخلفها المحبون فهي تؤنس وتوجب الإلف والسرور.
وقال ابن المنكدر: بت أكبت رجل أبي، وبات آخر يصلي التهجد، ولا يسرني ليلته بليلتي، أي أنه يعتقد أن ثوابه أعظم من ثوابه؛ لأنه يبر أباه.
وقال معاوية بن إسحاق: عن عروة قال: ما بر والده من شد الطرف إليه، يعني: ثبت عينه في النظر إليه، لأنه من العقوق.
وعن عمر رضي الله عنه قال: ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر، ولكنه الذي يعرف خير الشرين.
وقال أنس: إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها.
وهذا رواه مسلم.
ويقول الشافعي: إنك لا تقدر أن ترضي الناس كلهم، فأصلح ما بينك وبين الله ثم لا تبال بالناس.
وقال همام: مثل الذي يريد أن تجتمع له الدنيا والآخرة كمثل عبد له ربان لا يدري أيهما يرضي.
وقيل لـ معاوية بن قرة: كيف ابنك لك؟ فقال: نعم الابن كفاني أمر دنياي، وفرغني لآخرتي.