وأما زوجة الملك الصالح الذي قيل فيه: إنه لا يُعلم ملك صالح بعد عمر بن عبد العزيز سوى الملك الصالح نور الدين محمود بن زنكي الذي قهر الصليبيين وهزمهم فزوجته عصمة الدين خاتون بنت الأتابك معين الدين كانت رحمها الله كثيرة التهجد، وأحسن النساء في عصرها وأعفهن، وأكبرهن طبقة، وكانت تكثر القيام في الليل، فنامت ذات ليلة عن وردها، فأصبحت وهي غضبى، فسألها نور الدين الملك عن غضبها، فذكرت له نومها الذي فوت عليها وردها، يقول ابن كثير: فأمر نور الدين عند ذلك بضرب طبلخانة في القلعة وقت السحر لتوقظ النائم ذلك الوقت لقيام الليل، وأعطى ضارب الطبلخانة أجراً جزيلاً وجراية كثيرة، وقد تزوجت هذه المرأة الصالحة بعد وفاة الملك نور الدين تلميذه صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى.