أعمال أهل الجنة هي الصبر على مشقة التكاليف؛ لأن أصل التكاليف الشرعية هي أن تؤمر بشيء فيه مشقة على نفسك، لكن هذه المشقة تدخل في طاقتك، فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
فأن تستقيم على دين الله سبحانه وتعالى من التوحيد والعبادات هذا هو أعظم طريق يوصلك إلى الجنة، لكن بعض الناس يريدون ديناً يوافق أهواءهم، ويقولون: الدين يسر، ويقولون:(الرسول عليه الصلاة والسلام ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما)، وهذا صحيح؛ لكن تكملة الحديث:(ما لم يكن إثماً) أي: ما لم يكن هذا الشيء حراماً، فالتخيير إنما يكون في مجالات التطوع وفي الأشياء الاختيارية، أما الواجبات فلا تختار: هل تصلي أم لا، هل تحجب بناتك أم لا، هل تحج أم لا، هل تزكي أم لا! فلابد من مشقة حتى تمتحن، لكنها مشقة تدخل في طاقتك البشرية، فطريق الجنة شاق كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:(من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة).
أيضاً أهل الجنة يرثون نصيب أهل النار من الجنة، فلكل إنسان منا مقعد في الجنة ومقعد في النار، فبعدما يدخل في القبر ويسأل ويمتحن يفتح له باب إلى النار ويقال له: هذا مقعدك من النار لو مت على غير الإسلام، ثم يفتح له باب إلى الجنة ويقال: هذا مقعدك من الجنة، ويأتيه من روح الجنة وطيبها ونعيمها إلى يوم القيامة.
والكافر كان له مقعد في الجنة، لكنه لم يؤمن فأخذ مقعده في النار، ومقعده في الجنة يرثه المؤمنون، وهذا تصديق قوله سبحانه وتعالى:{أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[المؤمنون:١٠ - ١١].
فالمؤمنون يرثون مقاعد الكافرين الذين ماتوا على غير التوحيد.