للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الهيئة المثالية للمسلم هي اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في لباسه]

ينبغي للمسلم أن يمشي بثيابه على الهيئة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه أن يتعزى بقول الفضيل بن عياض: الزم طريق الهدى ولا يضرك قلّة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين.

وهذا يبين معنى الغربة، وأن من الغربة أن تعيش بين أناس يسخرون منك أو يضحكون أو يتفكهون بعملك الذي أنت فيه متبع لسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد جاء في حديث حذيفة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بعضلة ساقه، وقال: (هذا موضع الإزار، فإن أبيت فهذا)، وطأطأ قبضة أخرى، ثم قال له: (لا حق للإزار في الكعبين) فلو كان النهي فقط إذا قصد به الخيلاء فلماذا حدد له؟ ولماذا قال له بعد ذلك: (لا حق للإزار في الكعبين)؟! فلو كان المقصود تحريم الإسبال بخيلاء فقط لأباح له أن يطيل، ولكن القصد: إن كنت تفعله خيلاء فلا تفعله، وإن كنت لا تفعله خيلاء فاتركه.

فتحديده لطول الإزار حيث أمسك قبضة الساق وحدّد له الطول، لابد أنه لحكمة وهي أن هذا النهي عام، سواء كان الإسبال لقصد الخيلاء أو بغير خيلاء.

أيضاً في قوله لـ عبد الله بن عمر: (إن كنت عبد الله فارفع إزارك)، فاشترط في عبوديته لله أن يرفع إزاره، ففهم ابن عمر ماذا كان يريد منه النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك كان لا يرضى لأحد أن يلبس الثياب التي تزيد في طولها على الكعبين.