وأما أنواع الشفاعة: فالشفاعة العظمى هي شفاعته صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل لأهل الموقف؛ لفصل القضاء بينهم، وهي خاصة به صلى الله عليه وسلم، وهي المقام المحمود الذي ذكره الله عز وجل له، ووعده إياه، كما قال تعالى:{عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}[الإسراء:٧٩]، وجاء في الحديث:(من قال حين يسمع النداء وفيه: حلت له شفاعتي يوم القيامة)، وأحاديث الشفاعة متواترة تواتراً معنوياً، وسنتجاوز ذكر هذه الأحاديث اختصاراً؛ فأنتم على علم بها إن شاء الله تعالى.
وهناك شفاعة في إخراج العصاة الموحدين من النار، وقد أنكر هذه الشفاعة الخوارج والمعتزلة، وقد جاء في بعض الأحاديث:(ثم أشفع، فيحدّ لي حد فأخرجهم فأدخلهم الجنة)، فشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هنا بحد وعدد معين بإذن الله تبارك وتعالى، وهناك أنواع أخرى من الشفاعة أعتقد -إن شاء الله- أنكم على علم بها؛ لأن كتب العقيدة كلها تهتم بهذه المسألة وتذكر أدلتها بالتفصيل.
لـ مصطفى محمود مقالتان: المقالة الأولى بتاريخ (١/ ٥/١٩٩٩م)، وعنوانها:((وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)).
وطريقته فيها هي نفس طريقة الضُلّال الذين يريدون أن يطيروا بجناح واحد وهو جناح القرآن، ولا يلتفتون إلى الجناح الآخر وهو السنة، فيقعون على أم رءوسهم.