غالباً ما يخاف المراهق على ذاته وعلى مستقبله، ويخشى من احتمالات الفشل والنجاح، ويشعر بعدم الاسترخاء نظراً لعدم الثبات على شيء، ولفقد الرؤية الواضحة، وللغموض الذي يكتنف طريقه الجديد، فهو يشعر بمشاعر الرجال ويملك بعض صفاتهم، لكنه لم يسلك طريقهم من قبل؛ فهو في بداية الطريق الطويل يقلق ويتساءل: ما هو العمل؟ ما هي الوظيفة؟ ما هو الدخل؟ من سيشاركه حياته؟ ما موقعه ومهمته؟ هل سيفشل أم سينجح؟ ما هي الضمانات؟ ماذا سيقول عنه الناس إذا عجز أو فشل؟ كيف سيواجه الحياة مع البطالة والهامشية؟ قد يخاف المراهق ولا يعرف مما يخاف، حيث يدركه القلق من المجهول، ويتوقع أن شيئاً مؤذياً سيحدث له، ولا يدري ما هو هذا الشيء، قد لا يكون لهذا الشيء وجود أصلاً، فهو مجرد توهم سببه الإفراط في الحساسية والعاطفة لديه.