لا يجوز للإنسان أن يدخل بيت غيره بدون الاستئذان والسلام؛ لقول الله تبارك وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا}[النور:٢٧]، وهذا نهي صريح متجرد عن القرائن، فظاهره التحريم.
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى: الاستئذان واجب على الناس أجمعين إن احتلموا، فالخطاب هنا للبالغين المكلفين؛ لقوله تعالى:{وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}[النور:٥٩]، فدل على أن الحد الفاصل للوجوب وعدم الوجوب هو بلوغ الحلم.
وحكى النووي إجماع العلماء على مشروعية الاستئذان؛ بل قال المالكية: إن الاستئذان واجب وجوب الفرائض، وإنه لا يجوز لأحد أن يدخل بيتاً لغيره حتى يستأذن أهله، سواء كان المستأذن قريباً للمستأذن عليه، أو أجنبياً عنه، وهو مجمع على وجوبه، فمن ترك الاستئذان فهو عاصٍ لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن جحده فإنه يكفر؛ لأنه ورد الأمر به في الكتاب الكريم.
وقد يفهم بعض الناس من كلمة الآداب عندما نقول: الآداب الشرعية، أو آداب الاستئذان، أنها أمور مستحبة، أو مجاملات يفضل للإنسان أن يلتزم بها وليست بواجبة، وهذا فهم خاطئ، فإن منها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، ومنها ما هو مباح، فالاستئذان أدب واجب كما بينا.