مما يجسد خطورة هذه القضية أيضاً في الحقل الإسلامي أنه إذا لم توجد الأم المسلمة أو الأخت التي ربيت تربية إسلامية أنه إذا أراد شخص ملتزم أو داعية أن يتزوج فتزوج امرأة غير ملتزمة فإنها تؤثر عليه بالسلب إذا تزوجها ولم تكن على نفس المستوى من القوة في الدين، فإنه ربما تجذبه إلى الوراء، وتشده إلى الأرض حتى يتراجع عن دعوته، ويسقط بتأثير هذه الفتنة على الدرب كثير من الأزواج، وهذه إحدى سلبيات عدم الاهتمام بتربية الأخت أو الأم المسلمة.
وعلى أي الأحول كل هذه الاعتبارات تؤكد ضرورة إعداد الأم إعداداً يتناسب مع مهمتها، فإنشاء الأم المسلمة الواعية الفاهمة هو شيء خطير وعظيم؛ لأنه يعطي النموذج العملي لإعادة الفطرة إلى حقيقتها، مما يؤكد خطورة موقع الأم المسلمة في بناء المجتمع المسلم.
لقد اهتم أعداء الإسلام بدارسة الأم المسلمة، فهذا قائد الطيران الإسرائيلي في حرب عام سبعة وستين وستمائة وألف من الميلاد أعد رسالة ماجستير، أو رسالة في دراسة عليا، هذه الدراسة كانت حول المرأة العربية، فلماذا يهتمون بالمرأة العربية؟ لماذا تعقد هذه الدراسات؟! إنه من أجل إفسادها، ومن أجل تعطيلها عن وظيفتها الحقيقية والخطيرة، ولأنها تدير داخل البيت مصنع الأبطال والمجاهدين، مصنع الأمهات الصالحات والزوجات التقيات، فهي التي تهز المهد بيمينها، فربما كان هذا الذي يركض في المهد هو الذي سيهز العالم فيما بعد بقوته وعلمه وبأسه وسطوته، ليس هو قطعة لحم ملهية، بل يمكن أن تكون هناك أمم تنتظر أن ينقذها هذا الولد أو هذا الابن مما هي فيه من الذل والهوان.
لقد أدرك الغرب أهمية دور المرأة في بناء الأسرة، فالآن تجد الإعلانات في العالم الغربي كله، في أمريكا وأوروبا تنادي بعود المرأة إلى البيت بمنتهى الصراحة والقوة، بعد أن ثبت فشل هذا الاتجاه وهذه النظرية التي تدعو إلى هروب المرأة من البيت.
ولقد اعتاد بعض الأطباء الأمريكيين -وهو طبيب أطفال- أنه إذا أتته أم من الأمهات الأمريكيات بطفلها المريض أن يكتب في ورقة العلاج: العلاج هو العودة إلى الأم الحقيقية.
إن فطر القوم قد فسدت بسبب هروب المرأة من وظيفتها الأساسية وخوضها فيما ليس من مجالها.
وعلى أي الأحوال فهروب المرأة من بيتها وتخليها عن وظيفة التربية مع انشغال الأب الذي يدفع ثمنه هم الأولاد، ثم المرأة نفسها، ثم زوجها، ثم الأمة بأسرها.
يقول الشاعر: ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولا