وها هو الشيخ أحمد الرفاعي يطلب شراء بستان من صاحبه فيقول له صاحب البستان: تشتريه مني بقصر في الجنة؟ فقال: من أنا حتى تطلب مني هذا يا ولدي؟! اطلب من الدنيا.
فقال: يا سيدي! شيئاً من الدنيا لا أريد، فإن أردت البستان فاشتره بما أطلب.
فنكس السيد أحمد الرفاعي رأسه ساعة واصفر لونه وتغير -ما أدري هل كان الوحي ينزل عليه أم ماذا؟! - يقول: نكس رأسه ساعة واصفر لونه وتغير، ثم رفع وقد تبدلت الصفرة احمراراً، وقال: يا إسماعيل! قد اشتريت منك البستان بما طلبت! فقال: يا سيدي! اكتب لي خط يدك، فكتب له السيد أحمد الرفاعي ورقة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى إسماعيل بن عبد المنعم من العبد الفقير الحقير أحمد بن أبي الحسن الرفاعي ضامناً على كرم الله تعالى قصراً في الجنة تجمعه حدود أربعة: الأول إلى جنة عدن، والثاني إلى جنة المأوى، والثالث إلى جنة الخلد، والرابع إلى جنة الفردوس، بجميع حوره وولدانه وفرشه وستره وأنهاره وأشجاره، عوض بستان في الدنيا، وله الله شاهد وكفيل.
فهذه بعض مهازل هؤلاء الصوفية التي شابهوا بها سلوك النصارى، بالإضافة إلى الرهبنة والغلو في الدين وفي الرجال، مما جعل تصرفاتهم شبيهة بمهازل الكنيسة وأربابها، فلا شك أن بيع العقارات في الجنة أسلوب معروف عند النصارى.
فالبابا لا يقدر على أن يضمن لأحد الجنة، بل ولا لنفسه، ولا الشيخ عبد الله العيدروس قادر على ضمان الجنة لأحد بل ولا لنفسه.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يفيد نهيه عن تزكية الأخ أخاه مجرد المدح فقط، فكيف بالذي يضمن له الجنة؟! (لما توفي عثمان بن مظعون رضي الله عنه وكفن في أثوابه، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت أم العلاء الأنصارية: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه، فقالت: بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال عليه السلام: أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي، فقالت أم العلاء: فوالله لا أزكي أحداً بعده أبداً).
يقول الله:{قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ}[الأحقاف:٩]، يعني: في الدنيا، أما في الآخرة فلا شك أن النبي عليه الصلاة والسلام مقطوع له بأنه يكون في الجنة.