هناك بعض الشبهات يذكرها بعض الناس، ومع أنها شبهات ضحلة لكن سوف نتوقف قليلاً لنجيب عليها.
بعض الناس يقول: التلفزيون مجرد تسلية وقضاء وقت فراغ وليس أكثر، وليس كما تزعمون! فالجواب أن علماء النفس أنفسهم يؤكدون أن الشيء الذي لا يأخذه الإنسان مأخذ الجد هو الذي يؤثر فيه أبلغ الأثر، فالترفيه التلفزيوني ليس أمراً ثانوياً يمكن التهوين من شأنه، التلفاز مثل الماء والنار له جاذبية، وله سحر؛ لأنه يتحرك ويسحر ويقلب الألباب، ويتواطأ فيه الشكل مع المضمون.
يقول الباحث الألماني مارتن كارلي هيتر: إن أطفال اليوم ليسوا مشاهدين فقط، وإنما هم شركاء في الأحداث والتمثيل، فهم يعيشون الحدث ويشاركون فيه، ويتأثرون بالتجربة تأثراً واقعياً حياً، فهذا مثل الأفعى ناعمة الملمس لكن بداخلها السم الزعاف، كما يقول الشاعر: إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب فليس جهاز التلفزيون مجرد تسلية، بل هو عبارة عن مرب وموجه وصانع لهذه الأجيال التلفزيونية، وهذه حقيقة ندركها وليس كلاماً خيالياً، واسألوا السجون، واسألوا الأحداث، واسألوا صفحات الجرائم في الجرائد عن ثمار التلفزيون وأثرها على الأولاد.