ومن أسباب استدرار واستنزال الرزق من الله سبحانه وتعالى ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال:(كان أخوان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم -يعني: ليطلب العلم- والآخر يحترف -يعني: يكتسب الرزق لهما- فشكا المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لعلك ترزق به).
كأنه يقول: لعلك مرزوق ببركته، لا أنك مرزوق بجهدك، فلا تمنن عليه بصنعتك؛ لأنه متفرغ في سبيل الله، فكثير من أهل الخير لا يقدرون على التكسب بسبب التفرغ للعلم ونحو ذلك، فمن كان ينفق عليهم يأتيه الرزق لا ليأخذه وحده، بل حتى يعطي الآخرين، ويتصدق منه على إخوانه المستحقين، فهو عبارة عن وكيل موزع يعطيه الله الرزق حتى يعطي، فإذا منع الصدقة عليهم ليدخر المال لأجل أولاده مثلاً، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
(إن لله أقوماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم).