تلك بعض الفوائد التي استقيناها من مشكاة قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه)! وجاء في بعض الروايات: (وينسى الجذع معترضاً في عينه) أي: كأن جذع شجرة موجود في عينه من العيوب، ومع ذلك ينسى هذا الذي أمام عينه من عيوب نفسه، ويشتغل بأبسط شيء في عيوب أخيه، ففي تدبر هذا الحديث الشريف والتفكر فيه ما يزجر الإنسان عن التمادي في الاشتغال بعيوب غيره؛ لأن أوجب الواجبات أن يصلح الإنسان نفسه؛ لأنه لن يلي إصلاحها غيره، فهذا متعين عليه، ومن سنة القتال أن يبدأ المقاتل بالعدو الأقرب فالأقرب، ومن أقرب الأعداء بالنسبة للإنسان نفسه التي بين جنبيه، فهي أقرب عدو قريب منه، فينبغي أن يشتغل الإنسان بهذا العدو أولاً، ولا يشتغل بغيره في حين يدع العقارب والحيات والآفات تنهش في جسمه وتؤذيه في دينه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.