إن إعفاء اللحية من سمت الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام، وذكرنا من قبل في تفسير فطرة الله أنها من سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
يقول تبارك وتعالى:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}[البقرة:١٢٤] صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر الكلمات التي اختبر الله بها إبراهيم عليه السلام بخصال الفطرة.
ودل القرآن العظيم على أن هارون عليه السلام كان موفراً شعر لحيته، قال تعالى حاكياً عنه قوله لموسى عليه السلام:{قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي}[طه:٩٤] فلو كان حالقاً لما وقع الأخذ بلحيته.
وقال تبارك وتعالى بعدما ذكر في سورة الأنعام جملة من الأنبياء الكرام، ومنهم إبراهيم وهارون عليهما السلام:{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}[الأنعام:٩٠] أي: أمر الله الرسول عليه الصلاة والسلام أن يقتدي بهؤلاء الأنبياء، ونحن مأمورون بالاقتداء بنبينا عليه الصلاة والسلام، فكما أن هارون عليه السلام كان ذا لحية، فقد أمر الله نبيه عليه الصلاة والسلام بأن يقتدي بهارون، وهو داخل في الائتساء به، وأمرنا نحن أن نقتدي بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، قال الله تبارك وتعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب:٢١].