وأما بالنسبة لحقيقة الحسد فهو كالروح نفسها لا تعرف ماهيتها، وكذلك الحسد لا تعرف ماهيته.
يعني: أن الإنسان الذي ينكر الغيبيات التي لا يراها بحواسه نقول له: ما سر حياته؟ وما الفرق بين جثة الإنسان وهو حي، وبين نفس الجثة فيها نفس الحواس وصاحبها ميت بعد لحظات؟ ليس إلا الروح.
وهناك فرق بين الإنسان العاقل وبين الحيوان غير العاقل، فأين العقل؟ وهل نرى العقل؟ ونحن نؤمن بوجوده، فهناك فرق بين الإنسان والحيوان، وهو العقل، وفرق بين الميت والحي وهو الروح، فهذه لا ننكر وجودها، لكن ما هي؟ لا ندري، قال تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[الإسراء:٨٥]، وقد ذكرنا الأمثلة بهذه الأشعة، فهي غير مرئية، لكن نؤمن بها لأننا نرى آثارها، فلا معنى لإنكار شيء بحجة عدم رؤيته.