قال:(الموضع السادس: أن يبلغ بالسؤال إلى حد التكلف والتعمق).
ويدل على ذلك قوله تعالى:{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}[ص:٨٦]، والتكلف هو التنطع في الأسئلة والتعمق، ولما سأل عمر: يا صاحب الحوض! هل ترد حوضك السباع؟ قال صلى الله عليه وسلم:(يا صاحب الحوض! لا تخبرنا؛ فإنا نرد على السباع وترد علينا).
وأقوى ما يكون هذا في مسائل الطهارة، خاصة إذا كان الإنسان مبتلى بالوسواس فهذا مما يزيد الوسواس، فيعذب نفسه بيده؛ لأنه يظل يفتش وينقب بهذه الطريقة، ولو أنه أخذ الأمور بيسر وسماحة الإسلام الذي هو دين الفطرة واليسر والتبشير والتيسير ورفع الحرج والجناح لما عذب نفسه بنفسه بهذه الطريقة.