وقال ابن السماك: سبعك بين لحييك تأكل به كل من مر عليك، وقد آذيت أهل الدور في الدور، ولم تكتف بهذا حتى تعرضت لأهل القبور، فما ترثى لهم وقد جرى البلى عليهم، وأنت هاهنا تنبشهم، إنما نرى أن نبشهم أخذ الخرق عنهم، هل تحسب أن نبش الموتى هو أن تسرق الأكفان من فوق جثثهم؟ كلا، إذا ذكرت مساويهم فقد نبشتهم، إنه ينبغي لك أن يدلك على ترك القول في أخيك ثلاث خلال: أما واحدة: فلعلك أن تذكره بأمر هو فيك، فما ظنك بربك إذا ذكرت أخاك بأمر هو فيك، ولعلك تذكره بأمر فيك أعظم منه، فذلك أشد استحكاماً لمقته إياك، ولعلك تذكره بأمر قد عافاك الله منه، فهذا جزاؤه إذ عافاك، أما سمعت: ارحم أخاك واحمد الذي عافاك؟!