أشرنا من قبل إلى أن أكثر الناس يلفت نظرهم النمو الجسدي، وبالتالي يعاملون الطفل بنفس المعاملة التي كانت من قبل، وكأنه لا يدرك هذه الفروق، مع أنه ينمو في جسده كما ينمو في عقله، كما أنه ينمو في عواطفه حيث ينمو اجتماعياً.
هنا أيضاً بعض الأسئلة من خلالها ندلف إلى موضوع انفعالات المراهق ونموه الانفعالي: هل تظهر موجات الغضب عند المراهقين أكثر من غيرهم؟ لماذا يتم التعبير عن الغضب بالانفعالات الشديدة أو المباشرة كالمصادمة والمضاربة، والتحدي، والتراشق اللفظي، والاستعراض الجسمي؟ لماذا يتسرع المراهق في اتخاذ القرارات، وفي الحصول على المطلوبات؟ لماذا العجلة والسرعة في ممارسة الأعمال، واقتناء الحاجات وتنفيذ المهمات؟ هل يحزن المراهق ويغتم؟ هل تصيبه الكآبة؟ هل يلجأ إلى العزلة والانطواء؟ هل يحس بالغربة والهامشية والدونية أحياناً؟ ولماذا؟ لماذا يفرح المراهقون بشدة عندما يفرحون؟ ولماذا يتشنجون عندما يشجعون؟ ولماذا يسرفون عندما يمدحون؟ يعني أن خصائص الانفعال لا تعرف الوسطية، فإذا أحب يحب حباً شديداً، إذا كره يكره كرهاً شديداً، فيكون هناك نوع من الأخذ بأطراف الأمور في المواقف الانفعالية ولا تكون متزنة.
لماذا يسرفون عندما يهجون؟ هل صحيح أن العاطفة تغلب على فترة المراهقة؟ لماذا انفعال الحب والتعلق عند المراهق يتمكن منه تمكناً شديداً، ويستولي على نضجه ومشاعره، ويستولي على فكره ومخيلته؟ لماذا أحلام اليقظة؟ لماذا الجنوح إلى الخيال؟ لماذا يسرح كثيراً على مقعده وفي السيارة، وعلى فراشه، وبين الناس أو منفرداً؟ لماذا الإعجاب والتعلق بالنماذج الاجتماعية الشائعة؛ كنجوم الرياضة والمغامرات؟ لماذا الاقتداء بها والدفاع عنها والمعاداة والمؤاخاة من أجلها؟ كل هذه الأسئلة تدور حول انفعالات المراهق، وقد لا تتوفر دائماً الإجابات عليها، لكن أهم ملامح النمو الانفعالي عند المراهق التي يتميز فيها عن غيرها من المراحل هي ما يلي: