يقول الدكتور علي حفظه الله: ثم اقتبس أناس متصوفة من الرافضة التبرك بالمشائخ وقبورهم وآثارهم، فهذا البوصيري يرى أن من تبرك بتراب قبر النبي صلى الله عليه وسلم كانت له طوبى، وطوبى شجرة في الجنة، فكيف يقال: طوبى بدون وحي؟! أليس الكلام في باب القطع؟ وهذا لابد من أن يقال من وحي المعصوم.
يقول البوصيري: لا طيب يعدل ترباً ضم أعظمه طوبى لمنتشق وملتثم أي: ضم أعظمه عليه الصلاة والسلام.
وقوله:(طوبى لمنتشق منه وملتثم) يعني بالملتثم من يأخذ هذا التراب ويقبله.
أما أتباع الطريقة الرفاعية فقد ذكروا من بركات صاحب الطريقة ما يجل عن الوصف، من ذلك قوله في شعر: أنا الرفاعي ملاذ الخافقين فلذ في باب جودي لتسق الخير من ديمي إذا دعاني مريدي وهو في لجج من البحار نجا من حالة العدم فلو ذكرت بأرض لا نبات لها لأقبلت بصنوف الخير والنعم ولو ذكرت بنار قط ما لهبت ولو ذكرت بسفح غار من عظمي ولا يساوي الرفاعي في هذه البركات إلا الشيخ نقشبند شيخ الطريقة النقشبندية، الذي يقول عنه الشيخ محمد أمين الكردي: هو الغيث الأعظم، وعقد جود المعارف الأنظم، انزاحت بأنوار هدايته أعلام الأغوار، وعادت الأسرار ببركة أسراره للأخيار أعيان وأعوان الأخيار.
أما شيخ البريلوية في الهند فإنه لا يرى بأساً بوضع تمثال لمقبرة الحسين في المنزل من أجل التبرك به.
ومع انتشار العلم في هذا الزمن إلا أن هذا التبرك بالأشياخ وآثارهم وبالقبور وأصحابها لا يزال شائعاً منتشراً حتى بين من يحوزون أعلى الدرجات العلمية! وما الحجر الطيني المصنوع من تراب النجف الذي نرى حجاج الرافضة يحملونه معهم للسجود عليه في الصلاة إلا مظهر منحرف من مظاهر التبرك المحرم، وما قيام أصحاب الموالد أثناء قراءتهم للمولد وشربهم للماء الموضوع عند قارئ المولد إلا مظهر منحرف من مظاهر التبرك المحرم؛ إذ يعتقد بعضهم أن روح الرسول صلى الله عليه وسلم حضرت قراءة المولد، وشربت من الماء الموضوع، ومن ثم فهم يتبركون ببقية الماء.