إن الهوية الإسلامية المتميزة هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، قال تعالى:{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً}[البقرة:١٣٨]، ولا يعرفها ثم يرغب عنها إلا من سفه نفسه، وإلا من استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
إن الذي يفهم معنى الهوية الإسلامية وثمار الهوية الإسلامية سواء في الدنيا أو في الآخرة، والشرف الذي يطلبه من ينطوي تحت هذه الهوية الإسلامية إذا كان أستاذاً عاقلاً فضلاً عن مسلم مؤمن يدرك هذه المعاني؛ فالإنسان العاقل فضلاً عن المسلم المؤمن لا يأتي ويقول للذين كفروا:{هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا}[النساء:٥١]، إذ لا يمكن أن يصدر ذلك ممن فهم معنى الهوية الإسلامية.
ولا يعرف مفكر أو داعية مسلم مخلص لهذه الأمة قد تلطخ بالدعوة إلى هوية غير الهوية الإسلامية، بل العكس هو الصحيح، فالدعوة إلى الهويات المزاحمة والمضادة للهوية الإسلامية لم تترعرع إلا في أحضان أعداء ديننا الذين لا يألوننا خبالاً، وإلا في كنف الدعاة على أبواب جهنم الذين هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، ممن رباهم الاستعمار في محاضنه، وصنعهم على عينه، وأقامهم وكلاء عنه في إطفاء نور الإسلام، ومحو الهوية الإسلامية من الوجود.