لشيوع هذا المصطلح ووضوحه صار لا يطلق على كثير من أصحاب المقالات، ولهذا لما سئل الإمام مالك رحمه الله: ما هي السنة؟ قال: هي ما لا اسم له سوى السنة.
أي: الطائفة الذين ليس لهم اسم غير السنة، أو المنهج الذي ليس له اسم غير السنة، ثم تلا قوله تعالى:{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}[الأنعام:١٥٣]، ولما سئل الإمام مالك رحمه الله تعالى عن أهل السنة قال: أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به؛ لا جهمي، ولا قدري، ولا رافضي.
فأهل السنة لا ينتمون إلى أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأهل السنة غير محتاجين إلى اسم، فالذي يحتاج إلى اسم هو الذي يشذ عن الأصل، وهو الذي يعرف باسم رافضي، أو جهمي، أو قدري، أو جبري، وهكذا، فالذي يدعى بلقب معين هو الذي طرأ على الأصل، أما الأصل فلا يميز باسم؛ لأنه لم ينشق عن غيره، وإنما انشق عنه مخالفوه، فأهل السنة هم الأصل الذي انشق عنه كل المخالفين، والمخالف هو الذي سرعان ما يشتهر ببدعة حينما يتنكب السبيل، والأصل لا يحتاج إلى سمة خاصة تميزه، وإنما الذي يحتاج لاسم ومدلول هو الفرع المنشق، وأهل السنة هم أصحاب الطريقة الوسط، السائرون على الصراط المستقيم، المخالفون لأهل البدع.