مبدأ الثواب والعقاب مبدأ أساسي جداً، ومبدأ في غاية الأهمية، ولا يمكن أن تتم أي تربية بغير الثواب والعقاب، أو بغير الترغيب والترهيب، لكن بعض الناس يسيء فهم بعض النصوص، خاصة مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام:(واضربوهم عليها لعشر سنين)، فيتصرف في تطبيق هذا الحديث، فنجد الضرب منذ الثلاث سنوات والأربع، وعلى أمور في غاية البساطة، إن أهم أمر في الدين بعد التوحيد هو الصلاة، فإذا كان لا يضرب على الصلاة حتى سن العاشرة، فما بالك بما دون الصلاة؟! وما بالك بدون ذلك السن بكثير؟! فنجد الضرب أول وسيلة، ولا يشعر الأب أو المربي بالتقصير لأنه يستند إلى فهمه المنحرف لحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم! الرفق في العملية التربوية مفيد جداً لكثير من الناس، سواء في المساجد أو المنازل أو المدارس؛ ولذلك فإن المربي لا يمكن أن يندم أبداً إذا ترك الرفق بخلاف ما إذا سلك طرقاً أخرى، فكثيراً ما يندم بسبب عواقبها السيئة.
إننا نشبه موضوع الرفق مع المربي بحزام الأمان في السيارة، فسائق السيارة يحزم به نفسه حتى إذا ما اصطدمت السيارة فجأة بشيء أو وقع حادث مفاجئ، فإنه لا يخرج منها بدافع القصور الذاتي، وإذا وقفت السيارة بسبب صدمة شديدة فالمفروض أن الجزء الأعلى من السائق ينصدم في الزجاج، كما يحدث في الحوادث المعروفة، فأخذ هذا الإجراء الوقائي مطلوب، حتى إذا ما حصل حادث مفاجئ فإن الحزام من طبيعته أنه يحجز الإنسان عن الاندفاع للأمام، وتجد أن هذا الحزام إذا سحبته برفق فإنه يسير معك، أما إذا سحبته بشدة فإنه يعاند ويشاكس ولا يتحرك، وهكذا إذا أردت ثمرة جيدة للتربية فلا تعدل عن الرفق أبداً، ولا تستبدل به أي وسيلة أخرى.
الرفق هو البداية وهو الأصل، فلذلك تجد الطفل -في الغالب- تكسبه إذا رفقت به، أما الشدة فإنها تستخرج منه العناد استخراجاً، وتوجد كثيراً من الآثار السلبية فيما بعد.