الضابط الثاني: ما كان من المسائل الدقيقة التي يكثر فيها احتمال الخطأ، وقل من يسلم منه حتى من فضلاء الأمة، فهناك مسائل دقيقة في تفاصيل القضايا والفروع الفقهية الدقيقة، ولا يمكن أبداً أن تتفق الأمة كلها على مثل هذه الدقائق، فيكثر فيها احتمال الخطأ، وقل من يسلم من الخطأ في مثل هذه الفروع حتى من فضلاء الأمة، فهذا -أيضاً- خلاف سائغ في القضايا الهينة الدقيقة.
قال شيخ الإسلام: ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة، وإن كان ذلك في المسائل العلمية، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة.
لأنه ما من أحد من فضلاء الأمة إلا واختلف مع أخيه من العلماء والأئمة في بعض القضايا والتفاصيل الفقهية والفروع الدقيقة جداً، وهذه معروف لمن درس الفروع الفقهية والموسوعات الفقهية ورأى شدة خلاف العلماء في هذه المسائل الدقيقة، فالمسائل الدقيقة التي يكثر فيها احتمال الخطأ قل من يسلم منها حتى من فضلاء الأمة، فهذه المسائل تدخل في الخلاف السائغ.