من صفات النار شدة حرها وعظم دخانها وشررها، يقول سبحانه وتعالى:{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ}[الواقعة:٤١ - ٤٤].
فالناس في الدنيا إذا أرادوا أن يتمتعوا بالجو الطيب فغالب عناصر هذه المتعة هي الماء والهواء والظل، فحال أهل النار على الضد من هذا تماماً، فالماء عندهم هو الحميم، وهو الماء الذي اشتد حره، ووصل إلى أقصى الغليان.
أما هواؤهم فهو السموم، وهي الريح الحارة الشديدة.
أما ظلهم فمن يحموم، أي: قطع من الدخان لها ظل، ودخان النار وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله عز وجل:{انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ * لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ}[المرسلات:٣٠ - ٣٣].
أي أن الدخان الذي يتصاعد من جهنم دخان ضخم جداً يعلو حتى ينقسم إلى ثلاثة أقسام.
وهذه النار شررها عظيمة، يقول تعالى:{إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ}[المرسلات:٣٢] يعني كالحصون الضخمة، أو كالإبل السود:{كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ}[المرسلات:٣٣].