تكسير الأصنام والأوثان حث عليه الشرع أولاً بدلالة السنة، حيث كسر الرسول عليه الصلاة والسلام بنفسه الأصنام كما في فتح مكة، وكذلك بعثه للسرايا لكسر الأصنام الأخرى، والأمر المطلق للصحابة بكسر الأصنام، وبيان أنه بعث لكسر الأصنام، وهتكه للصور التي رآها.
أما ما يذكره هؤلاء الناس فنحن نقول لهم باختصار شديد: خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وهناك أمر يعبر عنه الأجانب باصطلاحين مهمين جداً في هذه المسألة، وهو الشيء التكتيكي والاستراتيجي، فالتكتيكي هو مثل الفتوى عندنا، الفتوى من حيث مطابقتها وملاءمتها مع الواقع، والاستراتيجي يعني أنه عقيدة وفكر لا يتغير أبداً، ولا يتنازل الإنسان عنه.
ففي هذه القضية جانب فقهي نظري -الذي هو الاستراتيجي من ناحية العقيدة والأدلة- فهو الحكم الشرعي، وهناك جانب واقعي تطبيقي -وهو التكتيكي- وهو ربط ذلك الأمر بالواقع، وهذا ما سنوضحه إن شاء الله تعالى فيما بعد.
فنحن نقول لهؤلاء: خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يليق أن يأتي بعد ذلك من يفرض علينا انهزاميته أمام الغرب بحجة مجاراة العصر والحضارات الكافرة، وينسى أنه قد وافق الكفار ووقف معهم في خندق واحد للأسف الشديد.
وهذه الشبه التي يلقونها على المسلمين هي لتخذيل أمة الإسلام عن أن تتم رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والله سبحانه وتعالى يقول:{فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ}[القصص:٨٦]، ويقول تعالى على لسان موسى عليه السلام:{رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ}[القصص:١٧]، وقال تعالى:{وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}[النساء:١٠٥]، وقال تعالى:{وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ}[النساء:١٠٧]، وقال تعالى:{وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:٢].