للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الصراع بين الحق والباطل سنة كونية]

إن أعداء الحق في كل عصر هم على وتيرة واحدة، وقلوبهم متشابهة فيما يرد عليها من الخواطر والشئون، فالمعركة والصراع بين الحجاب والسفور، وبين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال لن تنقطع، فإن التاريخ يعيد نفسه، وهذه سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه، كما قال سبحانه: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر:٤٣].

فنحن مبتلون، والقضية أن وراءنا جنة وناراً، ووراءنا حساباً، وليست القضية قضية مذهب دنيوي يصارع مذهباً دنيوياً، أو مذهب سياسي أو اجتماعي أو غير ذلك، بل القضية أن أعداء الله يجتهدون في إطفاء نور الله عز وجل وتشويهه وصد الناس عنه، فالصراع مستمر، والصراع ما دام قائماً فهو علامة صحية؛ لأنه يدل على التمايز بين الفريقين، وزوال الحد الفاصل بين الحق والباطل هو الخطر الحقيقي الذي يهدد ذاتية وهوية هذه الأمة، فسنة الله لن تتخلف ولن تتغير؛ لأنها دنيا، والدنيا دار الابتلاء، كما يقول الشاعر: ألا إنما الأيام أبناء واحد وهذي الليالي كلها أخوات فلا تطلبن من عند يوم ولا غد خلاف الذي مرت به السنوات اللهم! من أراد الإسلام وأهله بسوء فأدر عليه دائرة السوء، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره.

اللهم! اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله رب العالمين.