للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من وسائل علاج المحسود الصدقة والإحسان]

كذلك من هذه الأسباب أيضاً: الصدقة والإحسان، فإن الشكر حارس للنعمة من كل ما فيه سبب لزوالها، سواءً كان سبب زوال النعمة كفرانها، أو الحسد والعين.

ومنها أيضاً: الإحسان إلى الحاكم والنصح له، والشفقة عليه، حكى النبي صلى الله عليه وسلم نبياً من الأنبياء ضربه قومه حتى أدموه، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)، وقال عز وجل: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون:٩٦]، وقال عز وجل في مدح المؤمنين: {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} [الرعد:٢٢].

وقال سبحانه وتعالى: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت:٣٤ - ٣٥] وحينما أتى رجل يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم قرابة له يصلهم ويقطعونه، ويحسن إليهم، ويسيئون إليه، فواساه صلى الله عليه وسلم بقوله: (كأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك)، فالله سبحانه وتعالى مع من يحسن إلى من أساء إليه.