وقال بكر بن منير: سمعت أبا عبد الله البخاري يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً.
الإمام البخاري وهو صاحب التاريخ وصاحب الكلام الكثير في تعديل الرواة وجرحهم، وهو أمير المؤمنين في الحديث رحمه الله، ومع ذلك يتوثق من كل كلمة أخرجها ويكون قد أعد لها الجواب أمام الله سبحانه وتعالى، قال الذهبي: صدق رحمه الله، ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس، وإنصافه فيمن يضعفه، فإنه أكثر ما يقول: منكر الحديث سكتوا عنه فيه نظر ونحو هذا، وقل أن يقول: فلان كذاب، أو كان يضع الحديث، حتى إنه قال: إذا قلت: فلان في حديثه نظر فهو متهم واهن، وهذا معنى قوله: لا يحاسبني الله أني اغتبت أحداً، وهذا هو والله غاية الورع.