من الأسباب التي تنفع القلب وتجدد الإيمان وتعافي القلب من قساوته: الذكرى، ولا يشترط أن يكون الإنسان جاهلاً بالأحاديث أو الآيات التي تتكلم -مثلاً- عن عظة الموت وعن أهوال يوم القيامة وعن القرب من الله عز وجل والأحوال القلبية، وإنما قد يعلم الإنسان كثيراً جداً من الآيات والأحاديث، ولكنه لما طال عليه الأمد، وتعود قلبه على سماعها؛ لم ينفعل بها، ولم تؤثر فيه شيئاً، لكن إذا جدد العهد بتذكر هذه النصوص ولم يهجرها، وجدد العهد بزيارة المقابر، وبقراءة هذه الأحاديث، وبحضور مجالس العلم؛ فقد نصت آية في كتاب الله تبارك وتعالى أن هذا مما ينفع القلب، ولا يشترط أن تكون جاهلاً بما يقال، لكنك تنتفع بالتذكرة، وذلك في قوله سبحانه وتعالى:{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذاريات:٥٥] فمن كان مؤمناً انتفع بهذه الذكرى، وحملته على تجديد الإيمان في قلبه.