يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ثم لما تمكنت الزنادقة أمروا ببناء المشاهد وتعطيل المساجد، محتجين بأنه لا تصلى الجمعة والجماعة إلا خلف المعصوم.
ولذلك فمن ابتلي برؤية الشيعة -أخزاهم الله- عند البيت الحرام أو في المدينة المنورة يجد أنه يخرج الموحدون المسلمون من المسجد النبوي -مثلاً- في صلاة الفجر وهؤلاء قادمون أفواجاً وراء أفواج من المقابر من البقيع، ولا يصلون مع المسلمين في المسجد! فهؤلاء هم -كما وصفهم ابن تيمية - الذين يهجرون المساجد ويعظمون المشاهد، فدينهم هو عبادة القبور والأضرحة والمقامات وغير ذلك، ولهم أيضاً كذلك تفاصيل في المناسك التي تؤدى عند هذه القبور.
يقول شيخ الإسلام: محتجين بأنه لا تصلى الجمعة والجماعة إلا خلف معصوم، ورووا في عمارة المشاهد وتعظيمها والدعاء عندها من الأكاذيب ما لم أجد مثله فيما وقفت عليه من أكاذيب أهل الكتاب، حتى صنف كبيرهم ابن النعمان كتاباً في مناسك حج المشاهد، وكذبوا فيه على الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته أكاذيب بدلوا بها دينه، وغيروا ملته، واتبعوا الشرك المنافي للتوحيد، فصاروا جامعين بين الشرك والكذب.