ومن تلك الإجراءات الأمر بغض البصر، فقد منح الله سبحانه وتعالى كل مسلم ساتراً وحاجباً طبيعياً يسدله على عينه إذا رأى مالا يحل له، والنظرة الأولى التي ستكون وليدة المفاجأة لا يؤاخذ الله تعالى عليها، وإذا وقعت نظرة فجأة فعلى المسلم أن لا يعقبها بأخرى، بل عليه أن يحول بصره إلى الأرض أو إلى جهة أخرى؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا علي لا تتبع النظرة النظرة؛ فإن لك الأولى وليست لك الآخرة) فقوله (لك الأولى) يعني نظرة الفجأة التي تقع بدون قصد، أما إذا كانت عن قصد فتحرم الأولى وتحرم الثانية، وتحرم الآخرة إذا كانت بقصد، أما المعفو عنها فهي التي جاءت فجأة.