للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحجَّاجِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ، وَعبدُ الغَافِرِ الفَارِسِيُّ.

طَلَبَ الأَمِيْرُ عَبْدَ اللهِ أَبَا بَكْرٍ بنَ دُرَيْدٍ لتَأْدِيْبِ وَلَدِهِ هَذَا.

وَفِيْهِ يَقُوْلُ ابْنُ دُرَيْدٍ فِي المقصورَةِ:

إِنَّ ابنَ مِيْكَالَ الأَمِيْرَ انتَاشَنِي (١) ... مِنْ بَعْدِ مَا قَدْ كُنْتُ كَالشَّيْءِ اللَّقى

وَمَدَّ ضبعَيَّ أَبُو العَبَّاسِ مِنْ ... بَعْدِ انْقِبَاضِ الذَّرْعِ وَالبَاعِ الوَزى (٢)

نَفْسِي الفِدَاءُ لأَمِيْريَّ وَمَنْ ... تَحْتَ السَّمَاءِ لأَمِيْريَّ الفِدَا (٣)

قَالَ الحَاكِمُ: سَمِعْتُ الوَضَّاحِيَّ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ أَبا العَبَّاسِ يذكُرُ صلَةَ ابنِهِ لابنِ دُرَيْدٍ لمَّا عَمِلَ المقصورةَ، فَقُلْتُ: مَا وَصلَ إِلَيْهِ مِنْكَ؟

قَالَ: لَمْ تَصِلْ يَدي إِذْ ذَاكَ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثِ مائَةِ دِيْنَارٍ، وضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ (٤) .

قَالَ الحَاكِمُ: عُرِضَتْ عَلَيْهِ وِلاَيَاتٌ جَلِيلةٌ فَامْتَنَعَ.

وَتُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ، وَلَهُ اثنتَانِ وَتِسْعُوْنَ سَنَةً.

قُلْتُ: سمَاعُهُ مِنْ عَبْدَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.

وقعَ لَنَا جُزءانِ عَاليَانِ مِنْ طَريقِهِ.

١١٣ - ابْنُ فَضَالَةَ أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى الأُمَوِيُّ *

الشَّيْخُ، المُسْنِدُ، المُحَدِّثُ، أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ مُوْسَى بنِ فَضَالَةَ بنِ


(١) انتاشني: تناولني وأخذني مقربا إليه، وهو " افتعل " من النوش. يقال: انتاشت الظبية الاراك: إذا تناولته " شرح المقصورة " للخطيب التبريزي.
(٢) الوزى: القصير.
(٣) الابيات في " شرح مقصورة ابن دريد " للخطيب التبريزي: ص ١٣٧ - ١٣٨.
(٤) انظر " معجم الأدباء ": ٧ / ٨ - ٩.
(*) العبر: ٢ / ٣٢٨، ميزان الاعتدال: ٤ / ٥١، لسان الميزان: ٥ / ٤٠٠ - ٤٠١، النجوم =