قلت: وقد ثبت عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر مع حجته، فقد روى أبو داود (١٩٩٢) من طريق أبي إسحاق عن مجاهد قال: سئل ابن عمر: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مرتين، فقالت عائشة: لقد علم ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اعتمر ثلاثا سوى التي قرنها بحجة الوداع، وقال الحافظ في " الفتح " ٣ / ٣٤١: إن كل من روى عنه الافراد، حمل على ما أهل به في أول الحال، وكل من روى عنه التمتع، أراد ما أمر به أصحابه، وكل من روى عنه القران، أراد ما استقر عليه أمره، وتترجح رواية من روى عنه القران بأمور: منها أن معه زيادة علم على من روى الافراد وغيره، وبأن من روى الافراد والتمتع اختلف عليه في ذلك، فأشهر من روى عنه الافراد عائشة، وقد ثبت عنها أنه اعتمر مع حجته، وابن عمر، وقد ثبت عنه أنه صلى الله عليه وسلم بدأ بالعمرة، ثم أهل بالحج، وثبت أنه جمع بين حج وعمرة، ثم حدث أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، وجابر، وقد تقدم قوله: إنه اعتمر مع حجته أيضا. وروى القران عنه جماعة من الصحابة لم يختلف عليهم فيه وبأنه لم يقع في شيء من الروايات النقل عنه من لفظه أنه قال: أفردت ولا تمتعت، بل صح عنه أنه قال: " قرنت " وصح أنه قال: " لولا أن معي الهدي لاحللت ". (*) تاريخ ابن عساكر " ٢ / ٢٦٩ أ - ٢٦٩ ب، تذكرة الحفاظ: ٣ / ٨٤٦، طبقات الحفاظ: ٣٥٠، تهذيب ابن عساكر: ٢ / ٢٨٧. (٢) ضبطت في الأصل بفتح الراء، وما أثبتناه من " الأنساب ": ٧ / ٤١٧.