(١) قال ابن كثير في " البداية " ١٠ / ١٩: كان الجعد بن درهم من أهل الشام وهو مؤدب مروان الحمار، ولهذا يقال له: مروان الجعدي، فنسب إليه، وهو شيخ الجهم بن صفوان الذي تنسب إليه الطائفة الجهمية الذين يقولون: إن الله في كل مكان بذاته تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، وكان الجعد بن درهم قد تلقى هذا المذهب الخبيث عن رجل يقال له أبان بن سمعان، وأخذه أبان عن طالوت بن أخت لبيد بن الاعصم، عن خاله لبيد بن الاعصم اليهودي. قلت: ولم يذكر ابن كثير سنده في هذا الخبر حتى ننظر فيه، ويغلب على الظن أنه افتعله أعداء الجعد ولم يحكموه لأن أفكاره التي طرحها في العقيدة مناقضة كل المناقضة لما عليه اليهود، فهو ينكر بعض الصفات القديمة القائمة بذات الله ويؤولها لينزه الله تعالى عن سمات الحدوث، ويقول بخلق القرآن وأن الله لم يكلم موسى بكلام قديم بل بكلام حادث بينما اليهود المعروف عنهم الاغراق في التجسيم والتشبيه، ويرى بعض الباحثين المعاصرين أن قتل الجعد كان لسبب سياسي لا لآرائه في العقيدة، ويعلل ذلك بأن خلفاء بني أمية وولاتهم كانوا أبعد الناس عن قتل المسلمين في مسائل تمت إلى العقيدة. (* *) طبقات خليفة ٣١٢، التاريخ الكبير ٤ / ٣٨، الجرح والتعديل ٤ / ١٤١، حلية الأولياء ٦ / ٨٧، ٨٨، تهذيب الكمال: ٥٥٠، تذهيب التهذيب ٢ / ٥٦ / ٢، تاريخ الإسلام ٤ / ٢٥٤، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٢٥، ٤٢٦، تهذيب التهذيب ٤ / ٢٢٦، خلاصة تهذيب الكمال ١٥٥، شذرات الذهب ١ / ١٥٦، تهذيب ابن عساكر ٦ / ٢٨٦.