للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ (١) : سَمِعْتُ جَارنَا عَلِيَّ بنَ أَحْمَدَ القَوَّاسَ يَقُوْلُ:

كَانَ القَاضِي عَبْدُ المَلِكِ ابْنُ الحَدِيْثِيِّ يَخْرُجُ مِنْ دَارِ وَالِدِه قَاضِي القُضَاةِ رَاكِباً بِالعِمَامَة الكَبِيْرَةِ، وَالقمِيْصِ، وَالطَّيْلَسَانِ، وَالوكلاَءُ وَالرَّكَّابِيَّةُ بَيْنَ يَدِي فَرسه، إِلَى بَاب مَنْزِله، فَإِذَا نَزل وَدَخَلَ دَاره، خَرَجَ مَاشياً، عَلَيْهِ ثِيَاب قصِيْرَة صغِيرَة الأَكمَام، وَعِمَامَة لطيفَة، وَالمصلَى عَلَى كَتِفِهِ، حَتَّى يَأْتِي مَسْجِد السُّوق، فَيُصَلِّي السّنَّة، ثُمَّ يَخْرُج، وَيُقيم الصَّلاَة، وَيَؤمُّ بِالنَّاسِ، وَكَانَ يُسحِّر فِي ليَالِي رَمَضَانَ، وَكَانَ يَعرف الموَاقيت.

حَجَّ ابْن الحَدِيْثِيّ سَنَة تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ، وَقَدِمَ وَقَدْ مَاتَ أَبُوْهُ، فَخوطب فِي أَنْ يَلِي قَضَاء القُضَاة، فَلَمْ يُجِبْ، وَتردَّد الكَلاَم فِي ذَلِكَ أَيَّاماً، وَمَرِضَ، فَمَاتَ فِي صَفَرٍ، سَنَةَ سَبْعِيْنَ وَخَمْسِ مائَةٍ (٢) -رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ-.

٩ - المَأْمُوْنِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُوْنُ بنُ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ العَبَّاسِيُّ *

العَلاَّمَةُ، الأَدِيْبُ، الأَخْبَارِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُوْنُ بنُ العَبَّاسِ بنِ مُحَمَّدٍ العَبَّاسِيُّ، المَأْمُوْنِيُّ، البَغْدَادِيُّ، مُصَنِّفُ (التَّارِيْخ) عَلَى السِّنِيْنَ، وَلَهُ (شرح المَقَامَات) ، وَكِتَاب (أَخْبَار الأَوَائِل) .


(١) (التاريخ المجدد) ، الورقة: ٦ ظاهرية.
(٢) كانت وفاته على ما ذكر ابن الدبيثي في يوم الأحد الرابع والعشرين من صفر سنة ٥٧٠، وقال: (وقد توفي والده قاضي القضاة في محرم من هذه السنة فندب إلى توليته قضاء القضاة، وعين عليه في ذلك، فمرض، ومات قبل تمام ذلك) .
(الورقة ١٣٧ باريس ٥٩٢٢) ولم يشر ابن الدبيثي كما رأيت إلى ممانعة منه في تولي قضاء القضاة.
(*) ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام، الورقة: ٥٠ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ١٤) والعبر: ٤ / ٢١٧، وابن العماد في الشذرات: ٤ / ٢٤٥.
(٣) هكذا ذكر له الذهبي ثلاثة كتب، والذي في (تاريخ الإسلام) يشير إلى أن (أخبار الاوائل) جزء من تاريخه الذي على السنين، قال في (تاريخ الإسلام) : (وصنف شرحا =