للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قُلْتُ: تَفْسِيْرُهُ بِالسَّرِيْرِ مَا أَدْرِي أَهُوَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عُمَرَ، أَوْ مِنْ قَوْلِ مُجَاهِدٍ؟ وَهَذَا تَأْوِيْلٌ لاَ يُفِيْدُ، فَقَدْ جَاءَ ثَابِتاً عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَعَرْشُ اللهِ، وَالعَرْشُ خَلْقٌ لِلِّهِ مُسَخَّرٌ، إِذَا شَاءَ أَنْ يَهْتَزَّ اهْتَزَّ بِمَشِيْئَةِ اللهِ، وَجَعَلَ فِيْهِ شُعُوْراً لِحُبِّ سَعْدٍ، كَمَا جَعَلَ -تَعَالَى- شُعُوْراً فِي جَبَلِ أُحُدٍ بِحُبِّهِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وَقَالَ تَعَالَى: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} [سَبَأ: ١٠] .

وَقَالَ: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ} [الإِسْرَاءُ: ٤٤] .

ثُمَّ عَمَّمَ، فَقَالَ: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} ، وَهَذَا حَقٌّ.

وَفِي (صَحِيْحِ البُخَارِيِّ) قَوْلُ ابْنِ مَسْعُوْدٍ: كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيْحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ (١) .

وَهَذَا بَابٌ وَاسِعٌ، سَبِيْلُهُ الإِيْمَانُ.

أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ مُسلمٍ العَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّلِ:

أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ الحُمَّى، فَقَالَ: (مَنْ كَانَتْ بِهِ، فَهِيَ حَظُّهُ مِنَ النَّارِ) .

فَسَأَلَهَا سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ رَبَّهُ، فَلَزِمَتْهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا (٢) .

كَانَ لِسَعْدٍ مِنَ الوَلَدِ: عَبْدُ اللهِ، وَعَمْرٌو، فَكَانَ لِعَمْرٍو تِسْعَةُ أَوْلاَدٍ.

٥٧ - زَيْدُ بنُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحٍ العَدَوِيُّ *


(١) أخرجه البخاري (٣٥٧٩) ، وأحمد ١ / ٤٦٠، والدارمي ٢ / ١٤ - ١٥.
(٢) انظر التعليق (٢) في الصفحة ٢٨٥.
(*) طبقات ابن سعد: ٣ / ١ / ٢٧٤، نسب قريش: ٣٤٧ - ٣٤٨، طبقات خليفة: ٢٢، تاريخ خليفة: ١٠٨، ١١٢.
التاريخ الصغير: ١ / ٣٤، تاريخ الطبري: ٣ / ٢٩٠، الجرح والتعديل: ٣ / ٥٦٢، مشاهير علماء الأمصار: ت: ٢٧، حلية الأولياء: ١ / ٣٦٧، الاستيعاب: ٤ / ٥٨ - ٦٣، أسد الغابة: ٢ / ٢٨٥ - ٢٨٦، تهذيب الأسماء واللغات: ١ / ٢٠٣ - ٢٠٤، تهذيب الكمال: ٤٥٦، تاريخ الإسلام: ١ / ٢٦٧، العبر: ١ / ١٤، العقد الثمين: ٤ / ٤٧٣ - ٤٧٦، تهذيب التهذيب: ٣ / ٤١١، الإصابة: ٤ / ٥٢، خلاصة تذهيب الكمال: ١٢٨.