(١) أخرجه البخاري (٢٧٠٠) في الصلح: باب الصلح مع المشركين وفيه " صالح النبي، صلى الله عليه وسلم، المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء: على أن من أتاه من المشركين رده إليهم، ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه، وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح: السيف والقوس ونحوه. فجاء أبو جندل يحجل في قيوده فرده إليهم ". وأخرج حديث الصلح والشروط مطولا (٢٧٣١، ٢٧٣٢) وفيه: فقال سهيل: وعلى ألا يأتينك منا رجل - وإن كان على دينك - إلا رددته إلينا. قال المسلمون: سبحان الله! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما؟ فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين. فقال سهيل: هذا - يا محمد - أول من أقاضيك عليه أن ترده إلي. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم، إنا لم نقض الكتاب بعد. قال: فوالله إذا لم أصالحك علي شيء أبدا. قال النبي، صلى الله عليه وسلم، فأجزه لي. قال: ما أنا بمجيزه لك. قال: بلى، فافعل قال: ما أنا بفاعل. قال مكرز: بل قد أجزناه لك. قال أبو جندل: أي معشر المسلمين! أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قد عذب عذابا شديدا في الله ... " والحديث بطوله في ابن كثير في " السيرة " ٣ / ٣١٢ - ٣٣٧، وابن هشام ٢ / ٣١٨.