ومن علم من هو يحيى بن آدم، وما هي منزلته في العلم ومن رآهم من الفقهاء، علم مبلغ أهمية هذه الشهادة منه للحسن بن زياد، وقد أخرج أبو عوانة حديثه في " مستخرجه على صحيح مسلم "، والحاكم في " المستدرك " وهذا منهما في حكم التوثيق، وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقة رحمه الله تعالى، وأورده ابن حبان، في " الثقات " فيما ذكره صاحب " كشف الاستار عن رجال معاني الآثار " ومع جلالة قدر هذا الامام في العلم، وسعة الرواية في الحديث، والامامة في الفقه، وعلو النفس، وكرم الخلال، والاعتصام بالسنة، لم يتورع بعض الحاقدين المتعصبين أن يلصقوا به طعونا شنيعة يستحيا من ذكرها ظلما وعدوانا، ويختلفوا عليه ما هو برئ منه، وكان على النقلة أن يتقوا الله، فينزهوا كتبهم عن أن يشينوها بتدوين تلك الطعون، أو - على الأقل - أن يبينوا وهاءها وافتعالها لئلا ينخدع القارئ بها ثقة بأولئك النقلة، ويغلب على الظن أن الذهبي رحمه الله أضرب عن ذكرها لما يعلم من بطلانها، وأنها مما أثمره الحقد والتعصب. (١) كذا قال هنا، وأما في " تاريخ الإسلام " المجلد الحادي عشر فقال: قد ساق في ترجمة الحسن هذا أبو بكر الخطيب أشياء لا ينبغي لي ذكرها. وقد نقل العلامة الكوثري في كتابه " الامتاع " ص ٣٦ - ٥٠ ما هو موجود من تلك الاشياء في " تاريخ بغداد " و" كامل " ابن عدي، و" الضعفاء " للعقيلي، وردها، وكشف عن زيفها وبطلانها. (*) تاريخ ابن معين: ٦١٥، طبقات ابن سعد ٧ / ٣٣٥، تاريخ خليفة: ٤٧٢، طبقات خليفة ت ٣٢٢٠، التاريخ الكبير ٨ / ٢٣٥، التاريخ الصغير ٢ / ٣٠٣، الجرح والتعديل ٩ / ١٠٥، تاريخ بغداد ١٤ / ٦٣، تهذيب الكمال: لوحة ١٤٣٢، تذهيب لتهذيب ٤ / ١١٠ / ٢، العبر ١ / ٣٥٣، ميزان الاعتدال ٤ / ٢٩٠، تذكرة الحفاظ ١ / ٣٥٩، الكاشف ٣ / ٢١٧، تهذيب التهذيب ١١ / ١٨، طبقات الحفاظ: ١٥٢، خلاصة تذهيب الكمال: ٤٠٨، شذرات الذهب ٢ / ١٩. (٢) هذا لقب أبي النضر كما سيأتي.