كتاب سير أعلام النبلاء - ط الرسالة

الطبقة الحادية عشرة - ٩٦ - عبد الله بن نافع الصائغ - ج: 10 - ص: 371

٩٦ - عَبْدُ اللهِ بنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ * (م، ٤)

مِنْ كِبَارِ فُقَهَاءِ المَدِيْنَةِ.

بَالَغَ القَاضِي عِيَاضٌ فِي تَقْرِيْظِه، وَذَكَرَهُ فِي صَدْرِ كِتَابِ (المَدَارِكِ) لَهُ، فَقَالَ (١) :

وَلَقَدْ بَعَثَ سُحْنُوْنُ فِي مُحَمَّدِ بنِ رَزِيْنٍ، وَقَدْ بَلَغَه أَنَّهُ يَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ نَافِعٍ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ سَمِعْتَ مِنِ ابْنِ نَافِعٍ؟

فَقَالَ: أَصْلَحَكَ اللهُ، إِنَّمَا هُوَ الزُّبَيْرِيُّ، وَلَيْسَ بِالصَّائِغِ.

فَقَالَ لَهُ: فَلِمَ دَلَّسْتَ؟

ثُمَّ قَالَ سُحْنُوْنُ: مَاذَا يَخرُجُ بَعْدِي مِنَ العَقَارِبِ؟!

فَقَدْ رَأَى سُحْنُوْنُ وُجُوْبَ بَيَانِهِمَا، وَإِنْ كَانَا ثِقَتَيْنِ إِمَامَيْنِ، حَتَّى لاَ تَخْتَلِطَ رِوَايَاتُهُمَا، فَإِنَّ الصَّائِغَ أَكْبَرُ وَأَقدَمُ وَأَثْبَتُ فِي مَالِكٍ لِطُولِ صُحبَتِه لَهُ، وَهُوَ الَّذِي خَلَّفَه فِي مَجْلِسِه بَعْدَ ابْنِ كِنَانَةَ، وَهُوَ الَّذِي يَحكِي عَنْهُ يَحْيَى بنُ يَحْيَى (٢) ، وَسُحْنُوْنُ، وَيَروِيَانِ عَنْهُ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ سُحْنُوْنُ سَمَاعَهُ، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ أَشْهَبَ - كَمَا نَذكُرُهُ بَعْدُ -.

وَوَفَاتُهُ: سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِيْنَ وَمائَةٍ.

قُلْتُ: هَذَا قَدْ قِيْلَ فِي وَفَاتِهِ، وَالأَصَحُّ مَا سَنَذكُرُهُ بَعْدُ فِيْهَا.

قَالَ (٣) : وَمَاتَ الزُّبَيْرِيُّ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمائَتَيْنِ، وَهُوَ شَيْخُ ابْنِ

---

(*) طبقات ابن سعد ٥ / ٤٣٨، التاريخ الكبير ٥ / ٢١٣، وفيه: الصانع بدل الصائغ.
التاريخ الصغير: ٢ / ٣٠٩، المجروحين والضعفاء ٢ / ٢٠ - ٢١، الجرح والتعديل ٥ / ١٨٣، الكامل لابن عدي لوحة: ٤٢٦، ترتيب المدارك ١ / ٣٥٦ - ٣٥٨، تهذيب الكمال لوحة: ٧٤٨، تذهيب التذهيب ٢ / ١٩١ / ٢، ميزان الاعتدال ٢ / ٥١٣ - ٥١٤، العبر ١ / ٣٤٩، الكاشف ٢ / ١٣٦، المغني في الضعفاء ١ / ٣٦٠، الديباج المذهب ١ / ٤٠٩، ٤١٠، تهذيب التهذيب ٦ / ٥١ - ٥٢، خلاصة تذهيب الكمال ٢١٦، شذرات الذهب ٢ / ١٥، شجرة النور ١ / ٥٥.
(١) النص بطوله في " ترتيب المدارك " ١ / ٤٧، ٤٨.
(٢) هو يحيى بن يحيى الليثي صاحب الرواية المشهورة المتداولة في الشرق والغرب للموطأ.
وسترد ترجمته في الصفحة ٥١٩ من هذا الجزء.
(٣) القائل: القاضي عياض.