قال: " سئل المبرد: لم لقبت بهذا اللقب؟ فقال: كان سبب ذلك أن صاحب الشرطة طلبني للمنادمة والمذاكرة، فكرهت الذهاب إليه، فدخلت إلى أبي حاتم السجستاني، فجاء رسول الوالي يطلبني، فقال لي أبو حاتم: ادخل في هذا - يعني: غلاف مزملة فارغا - فدخلت فيه، وغطى رأسه. ثم خرج إلى الرسول وقال: ليس هو عندي، فقال: أخبرت أنه دخل إليك فقال: ادخل الدار وفتشها، فدخل، فطاف كل موضع في الدار، ولم يفطن لغلاف المزملة، ثم خرج، فجعل أبو حاتم يصفق وينادي على المزملة: المبرد، المبرد، وتسامع الناس بذلك، فلهجوا به ". والمزملة: بضم الميم، وفتح الزاي، والميم المشددة: جرة خضراء يبرد فيها الماء. (*) تاريخ بغداد: ٨ / ٣٣١ - ٣٣٢، المنتظم: ٦ / ٨٤، عبر المؤلف: ٢ / ١٠٦، البداية والنهاية: ١١ / ١٠٨، شذرات الذهب: ٢ / ٢٢٥.