جادة الطريق، ولا أظن أن ابن أبي عصرون يفتخر إذ ذاك بهما ويعاتبهما على الانقطاع، وليس في الحكاية من قوله: (فسمعت أخي) ما يقرب عندي صحته، غير أنهما انقطعا عنه لكونه مخالفا لهما في العقيدة، والله يعلم سبب الانقطاع. وكان الموفق وأبو عمر من أهل العلم والدين، لا ننكر ذلك ولا ندفعه، وإنما ننكر وندفع من شيخنا تعرضه كل وقت لذكر العقائد، وفتحه لابواب مقفلة، وكلامه فيما لا يدريه، وكان السكوت عن مثل هذا خيرا له في قبره وآخرته) (الطبقات: ٧ / ١٣٤) . قلنا: وهذا نقد ركيك من السبكي وهو جزء من كلامه في حق شيخه الذهبي الذي علمه وحفظه وجعل منه عالما، وما كان له أن يتجاوز مثل هذا التجاوز، سامحه الله. (*) ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام، الورقة: ٩٧ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ١٤) ، والعبر: ٤ / ٢٤٦، وابن العماد في الشذرات: ٤ / ٢٧٣.