للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ: عَبِيْدُ مَنْ عَلِمْتَ.

قَالَ: فَأَهْلُ الجَزِيْرَةِ؟

قَالَ: أَشْجَعُ فُرْسَانٍ، وَأَقْتَلُ لِلأَقْرَانِ.

قَالَ: فَأَهْلُ اليَمَنِ؟

قَالَ: أَهْلُ سَمْعٍ وَطَاعَةٍ.

ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ قبَائِلِ العَرَبِ، وَعَنِ البُلْدَانِ، وَهُوَ يُجِيْبُ، ثُمَّ ضَرَبَ عُنُقَهُ، وَنَدِمَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِيْنَ.

طَوَّلَ أَخْبَارَهُ: ابْنُ عَسَاكِرَ (١) .

١٢٠ - الوَلِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ الأُمَوِيُّ *

الخَلِيْفَةُ، أَبُو العَبَّاسِ الوَلِيْدُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ الأُمَوِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ، الَّذِي أَنْشَأَ جَامِعَ بَنِي أُمَيَّةَ.

بُوْيِعَ بِعَهْدٍ مِنْ أَبِيْهِ، وَكَانَ مُتْرَفاً، دَمِيْماً، سَائِلَ الأَنْفِ، طَوِيْلاً، أَسْمَرَ، بِوَجْهِهِ أَثَرُ جُدَرِيٍّ، فِي عَنْفَقَتِهِ (٢) شَيْبٌ، يَتَبَخْتَرُ فِي مَشْيِهِ.

وَكَانَ قَلِيْلَ العِلْمِ، نُهْمَتُهُ فِي البِنَاءِ، أَنْشَأَ أَيْضاً مَسْجِدَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَزَخْرَفَهُ، وَرُزِقَ فِي دَوْلَتِهِ سَعَادَةً.

فَفَتَحَ بَوَّابَةَ الأَنْدَلُسِ، وَبِلاَدَ التُّرْكِ، وَكَانَ لُحَنَةً، وَحَرَصَ عَلَى النَّحْوِ أَشْهُراً، فَمَا نَفَعَ، وَغَزَا الرُّوْمَ مَرَّاتٍ فِي دَوْلَةِ أَبِيْهِ، وَحَجَّ.

وَقِيْلَ: كَانَ يَخْتِمُ فِي كُلِّ ثَلاَثٍ، وَخَتَمَ فِي رَمَضَانَ سَبْعَ عَشْرَةَ خَتْمَةً.

وَكَانَ يَقُوْلُ: لَوْلاَ أَنَّ اللهَ ذَكَرَ قَوْمَ لُوْطٍ، مَا شَعَرْتُ أَنَّ أَحَداً يَفْعَلُ ذَلِكَ.


(١) انظر مصادر الترجمة ص ١٩٧.
(*) المعارف ٣٥٩، تاريخ اليعقوبي ٣ / ٢٧، الطبري ٦ / ٤٩٥ وما بعدها، مروج الذهب ٣ / ٣٦٥ وما بعدها، عنوان المعارف ١٥، تاريخ ابن عساكر ١٧ / ٤٢٠ آ، تاريخ ابن الأثير ٥ / ٨ وما بعدها، تاريخ الإسلام ٤ / ٦٥، العبر ١ / ١١٤، فوات الوفيات ٤ / ٢٥٤، البداية والنهاية ٩ / ٧٠ و١٦١، العقد الثمين ٧ / ٣٨٩، الذهب المسبوك للمقريزي ٢٩، النجوم الزاهرة ١ / ٢٢٠ و٢٣٤، تاريخ الخلفاء ٢٢٣، تاريخ الخميس ٢ / ٣١١، ٣١٤، شذرات الذهب ١ / ١١١.
(٢) العنفقة: شعيرات بين الشفة السفلى والذقن.