للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٣٤ - ابْنُ قُرَيْعَةَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَغْدَادِيُّ *

القَاضِي، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ البَغْدَادِيُّ الظَّرِيفُ، قَاضِي السِّنْدِيَّةِ (١) .

كَانَ مَزَّاحاً خفيفَ الرُّوحِ، أَدِيباً فَاضِلاً، ذكيّاً، سريعَ الجَوَابِ.

أَخذَ عَنْ: أَبِي بَكْرٍ بنِ الأَنبارِيِّ، وَغَيْرِهِ.

وقُرَيْعَةُ بقَافٍ، قَيَّدَهُ ابْنُ مَاكُولاَ.

وَكَانَ مُلاَزِماً لِلوزيرِ المُهَلَّبِيِّ فِي مَجَالِسِ اللَّهوِ.

وَلَهُ أَجوبَةٌ بَلِيْغَةٌ مسكِتَةٌ.

كَانَ الوَزِيْرُ يُغرِي بِهِ الرُّؤَسَاءَ فَيُبَاسِطُونَهُ.

كتبَ لَهُ رَئِيْسٌ: مَا يَقُوْلُ القَاضِي فِي يهوديٍّ زَنَى بِنَصْرَانيَّةٍ، فَوَلَدَتِ ابناً جِسْمُهُ للبَشَرِ وَوَجْهُهُ للبَقَرِ؟

فَأَجَابَ: هَذَا مِنْ أَعدلِ الشُّهُودِ عَلَى الخُبَثَاءِ اليَهُوْدِ، أُشْرِبُوا العِجْلَ فِي صُدُورِهِم حَتَّى خَرَجَ مِنْ أُيُورِهِم فليُنَطْ (٢) برَأْسِ اليَهوديِّ رَأْسُ العِجْلِ، وَيُصلبْ عَلَى عُنُقِ النَّصْرَانيَّةِ الرَّأْسُ (٣) وَالرِّجْلُ، وَيُسْحَبَا عَلَى الأَرضِ، وَيُنَادَى عَلَيْهِمَا: ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ.

مَاتَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ.


(*) تاريخ بغداد: ٢ / ٣١٧ - ٣٢٠، الإكمال لابن ماكولا: ٧ / ١١٧، المنتظم: ٧ / ٩١ - ٩٢، وفيات الأعيان: ٤ / ٣٨٢ - ٣٨٤، العبر: ٢ / ٣٤٥، الوافي بالوفيات: ٣ / ٢٢٧ - ٢٢٩، البداية والنهاية: ١١ / ٢٩٢، شذرات الذهب: ٣ / ٦٠ - ٦٢.
(١) السندية: بكسر أوله، وسكون ثانية، بلفظ نسبة المؤنث إلى السند: قرية على نهر عيسى، بين بغداد، والانبار، ينسب إليها " سندواني " ليحصل الفرق بين هذه النسبة والنسبة إلى بلاد السند. انظر " معجم البلدان ": ٣ / ٢٦٨.
(٢) في الأصل " فليناط " وهو خطأ. وفي " وفيات الأعيان ": أرى أن يناط.
(٣) في " وفيات الأعيان ": الساق مع الرجل.