(١) قال شعيب - كان الله له -: وهو كتاب عظيم في بابه لا يستغني عنه طالب علم، فإنه من أجل كتب السنة التي انتهت إلينا من تراث السلف ترتيبا وتنقيحا، وتوثقا وإحكاما، وإحاطة بجوانب ما ألف فيه، وأنشئ من أجله، وهو يبين عن سعة اطلاع مؤلفه رحمه الله على الحديث الشريف ونقلته، ودرايته بالروايات وعللها، ومعرفة مذاهب الصحابة والتابعين، وأئمة الأمصار والمجتهدين، ولا أعلم كتابا من كتب السنة يغني غناءه، وكان من توفيق الله علي أن قمت بتحقيقه، ومقابلة أصوله، والتقديم له، وتخريج أحاديثه، والابانة عن درجة كل حديث مما لم يرد في " الصحيحين " أو في أحدهما، وشرح ما أغفله المصنف من الغريب، وتنقيد المسائل التي يظن أنه أخطأ فيها، وتقوية بعض الآراء التي يعرض لها بأدلة لم ترد عنده، وغير ذلك من الفوائد بحيث ضاعفت حجم الكتاب، وقد تم طبع خمسة أجزاء منه في دمشق سنة ١٣٩١ هـ، ثم طبعت بعد ذلك بقية الاجزاء، وهي تسعة بدمشق سنة ١٣٩٩ هـ، والنية متجهة إن شاء الله تعالى إلى إعادة نشره بمزيد من التحقيق والتخريج، وجمال الاخراج.