للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَتَى عَلَيْكَ؟

قَالَ: أَشُدَّانِ - يَعْنِي: أَرْبَعِيْنَ وَأَرْبَعِيْنَ - (١) .

ذِكْرُ الاخْتِلاَفِ فِي وَفَاةِ أَبِي بُرْدَةَ:

رَوَى: الهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ المَنْتُوْفِ (٢) : أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَمائَةٍ.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ، وَخَلِيْفَةُ، وَطَائِفَةٌ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمائَةٍ.

وَقِيْلَ: إِنَّهُ مَاتَ وَلَهُ بِضْعٌ وَثَمَانُوْنَ سَنَةً.

وَوَهِمَ مَنْ قَالَ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمائَةٍ.

١١٩

- أَيُّوْبُ ابْنُ القِرِّيَّةِ (٣) النَّمَرِيُّ *

وَهِيَ أُمُّهُ.

وَاسْمُ أَبِيْهِ: يَزِيْدُ (٤) بنُ قَيْسِ بنِ زُرَارَةَ النَّمَرِيُّ، الهِلاَلِيُّ، أَعْرَابِيٌّ، أُمِّيٌّ، فَصِيْحٌ، مُفَوَّهٌ، يُضْرَبُ بِبَلاَغَتِهِ المَثَلُ (٥) .

وَفَدَ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ، وَعَلَى الحَجَّاجِ، فَأُعْجِبَ بِفَصَاحَتِهِ، ثُمَّ بَعَثَهُ رَسُوْلاً إِلَى ابْنِ الأَشْعَثِ إِلَى سِجِسْتَانَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَخْلَعَ الحَجَّاجَ، وَيَقُوْمَ بِذَلِكَ وَيَشْتِمَهُ.

فَقَالَ: إِنَّمَا أَنَا رَسُوْلٌ.

فَقَالَ: لَتَفْعَلَنَّ، أَوْ لأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ.

فَفَعَلَ، فَلَمَّا انْتَصَرَ الحَجَّاجُ، جِيءَ بِابْنِ القِرِّيَّةِ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَهْلِ العِرَاقِ؟

قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَقٍّ وَبِبَاطِلٍ.

قَالَ: فَأَهْلُ الحِجَازِ؟

قَالَ: أَسْرَعُ النَّاسِ إِلَى فِتْنَةٍ، وَأَعْجَزُهُمْ عَنْهَا.

قَالَ: فَأَهْلُ الشَّامِ؟

قَالَ: أَطْوَعُ شَيْءٍ لأُمَرَائِهِمْ.

قَالَ: فَأَهْلُ مِصْرَ؟


(١) ابن عساكر (عاصم عايذ) ٣٨٩، وانظر تاريخ البخاري ٦ / ٤٤٨.
(٢) واسمه عبد الله، وهو غير ابن عياش القتباني، انظر ميزان الاعتدال ٢ / ٤٦٩، ٤٧٠ وانظر ابن عساكر (عاصم عايذ) ٣٩٠.
(*) سبق للمؤلف أن ترجم له ص ١٩٧، فمصادر ترجمته هناك.
(٣) القرية من الطير: الحوصلة (الاشتقاق) .
(٤) انظر وفيات الأعيان ١ / ٢٥٠ والاشتقاق ٣٣٥ ففيهما اسم أبيه (زيد) .
(٥) ذكرنا نتفا من بلاغته في الحاشية (١) ص ١٩٧.