للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لِلِّهِ المَلِكِ القُدُّوْسِ السَّلاَمِ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيْسَى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

ثُمَّ خَطَبَ خَالِدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَزَوَّجَهَا، وَقَبَضَ أَرْبَعَ مَائَةِ دِيْنَارٍ، ثُمَّ دَعَا بِطَعَامٍ، فَأَكَلُوا.

قَالَتْ: فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيَّ المَالُ، عَزَلْتُ خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً الْبُرْهَة، فَأَبَتْ، وَأَخْرَجَتْ حُقّاً فِيْهِ كُلُّ مَا أَعْطَيْتُهَا، فَرَدَّتْهُ، وَقَالَتْ:

عَزَمَ عَلَيَّ المَلِكُ أَنْ لاَ أَرْزَأَكِ شَيْئاً، وَقَدْ أَسْلَمْتُ لِلِّهِ، وَحَاجَتِي إِلَيْكِ أَنْ تُقْرِئِي رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنِّي السَّلاَمَ.

ثُمَّ جَاءتْنِي مِنْ عِنْدِ نِسَاءِ المَلِكِ بِعُوْدٍ، وَعَنْبَرٍ، وزبادي كَثِيْرٍ (١) .

فَقِيْلَ: بَنَى بِهَا رَسُوْلُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَنَةَ سِتٍّ.

وَقَالَ خَلِيْفَةُ: دَخَلَ بِهَا سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الهِجْرَةِ.

وَأَصْحَمَةُ بِالعَرَبِيِّ: عَطِيَّة.

وَلَمَّا تُوُفِّيَ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِلنَّاسِ: (إِنَّ أَخاً لَكُم قَدْ مَاتَ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ) .

فَخَرَجَ بِهِم إِلَى الصَّحْرَاءِ، وَصَفَّهُم صُفُوْفاً، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ (٢) .

فَنَقَلَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الهِجْرَةِ.

٨٦ - مُعَاذُ بنُ جَبَلِ بنِ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ * (ع)

ابْنِ عَائِذِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ أُدَيِّ بنِ سَعْدِ بنِ


(١) أخرجه ابن سعد ٨ / ٦٨ - ٦٩ بأطول مما هنا.
والواقدي متروك لا يحتج به.
(٢) سبق تخريجه في أول الترجمة.
(*) مسند أحمد: ٥ / ٢٢٧ - ٢٤٨، طبقات ابن سعد: ٣ / ٢ / ١٢٠، طبقات خليفة: ١٠٣، ٣٠٣، تاريخ خليفة: ٩٧، ١٣٨، ١٥٥، التاريخ الكبير: ٧ / ٣٥٩ - ٣٦٠، التاريخ الصغير: ١ / ٤١، ٤٧، ٤٩، ٥٢، ٥٣، المعارف: ٢٥٤، الجرح والتعديل: ٨ / ٢٤٤ - ٢٤٥، مشاهير علماء الأمصار: ت: ٣٢١، الاستبصار: ١٣٦ - ١٤١، حلية الأولياء: ١ / ٢٢٨ - ٢٤٤، الاستيعاب: ١٠ / ١٠٤، طبقات الشيرازي: ٤٥، ابن عساكر: ١٦ / ٣٠٤ / ٢، أسد الغابة: ٥ / ١٩٤، تهذيب =